کد مطلب:168076 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:235

المخیم الحسینی
ونُصبت خیام الركب الحسینیّ بأمر الامام (ع) فی البقعة الطاهرة التی لاتزال


آثارها باقیة إلی الیوم، وأقام الامام (ع) فی بقعة بعیدة عن الماء تحیط بها سلسلة ممدودة من تلال وربوات تبداء من الشمال الشرقی متصلّة بموضع باب السدرة فی الشمال، وهكذا إلی موضع الباب الزینبی إلی جهة الغرب، ثمّ تنزل إلی موضع الباب القِبْلی من جهة الجنوب،وكانت هذه التلال المتقاربة تشكّل للناظرین نصف دائرة، وفی هذه الدائرة الهلالیة حوصر ریحانة رسول اللّه (ع). [1] .

وضُربت خیمة الحسین لاهله وبنیه، وضرب عشیرته خیامهم من حول خیمته، [2] ثمّ خیام بقیة الانصار..

وقد نفی السید محمّد حسن الكلیدار أن یكون الموضع المعروف بمخیم الحسین (ع) هو الموضع الذی حطّ فیه الامام (ع) أثقاله،وذهب إلی أنّ المخیّم إنّما یقع بمكان ناءٍ بالقرب من (المستشفی الحسینیّ)، مستنداً فی ذلك إلی أنّ التخطیط العسكریّ المتّبع فی تلك العصور یقضی بالفصل بین القوی المتحاربة بما یقرب من میلین، وذلك لما تحتاجه العملیات الحربیة من جولان الخیل وغیرها من مسافة، كما أنّ نصب الخیام لابدّ أن یكون بعیداً عن رمی السهام، والنبال المتبادلة بین المحاربین، وأستند أیضاً إلی بعض الشواهد التأریخیة التی تؤیّد ما ذهب إلیه. [3] .

وردّ الشیخ باقر شریف القرشی علی ذلك قائلاً: (وأكبر الظنّأنّ المخیّم إنّما هو فی موضعه الحالی، أو یبعد عنه بقلیل، وذلك لانّ الجیش الاموی المكثّف الذی زحف لحرب الامام لم یكن قباله إلاّ معسكر صغیر عبّر عنه الحسین


بالاُسرة، فلم تكن القوی العسكریة متكافئة فی العدد حتی یفصل بینهما بمیلین أو أكثر.

لقد أحاط الجیش الامویّ بمعسكر الامام حتّی أنّه لمّا أطلق ابن سعد السهم الذی أنذر به بدایة القتال وأطلق الرماة من جیشه سهامهم لم یبق أحدٌ من معسكر الامام إلاّ أصابه سهم، حتّی اخترقت السهام بعض أُزر النساء، ولو كانت المسافة بعیدة لما أُصیبت نساء أهل البیت بسهامهم. وممّا یدعم ما ذكرناه أنّ الامام الحسین (ع) لمّا خطب فی الجیش ‍ الامویّ سمعت نساؤه خطابه، فارتفعت أصواتهم بالبكاء، ولو كانت المسافة بعیدة لما انتهی خطابه إلیهنّ، وهناك كثیر من البوادر التی تدلّ علی أنّ المخیم فی وضعه الحالی.). [4] .


[1] نهضة الحسين (ع): 99.

[2] راجع: الفتوح: 5:149.

[3] راجع: حياة الامام الحسين بن علي (ع): 3:93.

[4] نفس المصدر، 3:93 94.